في ذكرى يوم الوطن الثامن والثمانون نتذكر همة رجال أوفياء استقى الوطن من رؤياهم عزيمة فاشرأب ونمى وتعاظم وسما

أ.د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل  عضو هيئة كبار العُلماء  مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

​في كلِ عامٍ يمر على هذه الأرض الطاهرة يتحققُ للوطنِ مزيدٌ من الإنجازاتِ على طريقِ مرصوفةٍ بالوفـاءِ والمحبةِ والإخلاص وعزيمة الرجال، فـيتذكرُ الجميع دوماً ، وفي هذا اليوم بخاصة رجلٌ بعـزيمةِ جبارة ونفسٍ أبيه ” سرى ” من الليلِ هو وجمعٌ من الرجالِ الشجعانِ بقلوبٍ يملؤها الإيمان ويُذكيها الشوقُ إلى الوطن لاستعادة مجد آبائه واجداده وتوحيد بلاده على قلب رجل واحد ، في ليلةٍ تسارعـت فيها نبضاتُ القلوب ، واحتبست فيها الأنفاس ، برؤيةٍ بعيدةٍ سديدة ، صنعت مملكةً وليدةً متراميةَ الأطراف – رحمكَ اللهُ – أيهـا الإمامُ عبد العزيز بن عبد الرحمن.

ونحن نرفـُل الآنَ في ثوبٍ من الأمنِ والأمانِ والعز والتمكين ، لا يسَـعُـنا إلا أن نرفعَ أسمى آياتِ الشـكرِ لله عز وجلّ على هذه النعـمِ الجليلة التي منّ الله به علينا ، وفي ذكرى هذا اليوم المجيد نؤكد ونجددُ الولاءَ والطاعة َ لولاةِ الأمـرِ وعلى رأسـهم راعي نهضتـنا الحديثةِ وبانيها ملك الحزم والعزم خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمان بن عبد العزيزِ – حفظهُ الله – ووليُ عهدهِ الأمين صاحبَ السموِ الملكيِ الأميرِ محمد بن سلمان – وفقهُ الله – وحكومَتُنا الرشيدةَ على ما نـلمسُـهُ جميعاً أفرادً ومؤسسات من نموٍ مضطردٍ وتطويرٍ ودعم في جميعِ المجالاتِ وعلى رأسها التعليمُ ، الذي كانَ ولا يزالُ من الأولوياتِ في أجندةِ وسياسةِ الدولةِ السعوديةِ منذُ توحيدِها وحتى الآن في وطن العزة والشموخ والطموح، وفي خضم سعي الدولة وجهودها الكبيرة المذكورة المشهودة نحو تحقيق رؤية (2030) التي تُعنى بالزمان والمكان والإنسان في تكامل وبُعد شمولي عظيم، يرقى بهذا الكيان العظيم ومواطنيه نحو أمجاد وعز وتمكين للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة المتطلعة إلى احتلال مقعد في عجلة النمو الإنساني، والعمل على الأخذ بكل ماهو جديد ومُفيد لتحقيق الرسالة الكونية التي أمر الله بها في عمارة الأرض وخير الإنسانية جمعاء.

ولقد حرصت الجامعة بفروعها ومعاهـدها وشجعـت على الاحتفاء باليوم الوطني في كل عام تمر فيه هذه الذكرى العزيزة، لتعزيز ارتباط النشء بعقيدتهم وتاريخهم وأرضهم وبلادهم وقادتهم، وليشعروا بقيمة مكتسباتهم وحضارتهم وما منَ الله به عليهم من نِعَمٍ لا تُعـد ولا تُحصى فلله الحمد والشكر.

وإننا ونحن في هذا العام وهي تمر بنا هذه الذكرى العطرة لهؤلاء الرجال الميامين صُناع المجد والحضارة ليسُرنا أن نرحب بتشريف صاحب السمو الملكي / فيصل بن بندر بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه –

ولا ننسـى في هذا المقـام أن نوصيَ أنفُسـنا وأبنائنا ومجتَمَعَنا بتقوى اللهِ في السـرِ والعـلنِ أولاً، والابتعادُ عما يؤدي إلى التعصبِ والتناحرِ والفرقةِ ثـانيـاً، ولا ننسـى أيضـاً أن نشـجبَ ونسـتنكرَ ما يقـومُ به دُعـاةُ التخـريبِ والإفسـادِ وحاملي الفكـرِ المشـوهِ ومروجيـهِ، وزُرّاعُ الفتنةِ والتعصبِ ومشعلي الحروب وخفافيشُ الظلام.

أ.د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل

عضو هيئة كبار العُلماء

مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المصدر