دأب ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- على تسخير ما تملكه المملكة العربية السعودية من طاقات بشرية ومادية ومعنوية في سبيل خدمة الإسلام ونشر العقيدة الصحيحة، وفق منهجية سليمة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومتمسكة بمنهج السلف الصالح وفهمهم لنصوص الشريعة وتطبيقاتها؛ مؤكدة بذلك رسالتها السامية النقية المتمثلة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، والتواصل الإنساني، والسلام والأمان والطمأنينة، والسماحة وقبول الآخر، والتشجيع على الحوار الحضاري معه، ونبذ التطرف العنف والغلو؛ من أجل حياة إنسانية قائمة على إنهاء النزاعات والفتن، وتعزيز السلام في الأرض، من أجل عمارتها، وبناء حضارة إنسانية قوامها توفير حياة كريمة للإنسان، انطلاقا من التوجيهات الربانية في قوله تعالى: “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.
وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية على امتداد تاريخها بمسؤوليتها تجاه العرب والمسلمين من خلال جمع كلمتهم، ولم شملهم، وتحذيرهم من الفرقة والاختلاف والشقاق، وتبني قضاياهم ودعمها ومساندتها والدفاع عنها، وعلى رأس ذلك قضية فلسطين، إلى غير ذلك من الجهود المباركة التي بذلتها المملكة لخدمة الإسلام والأمتين العربية والإسلامية.
وقد حظيت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بموافقة كريمة مباركة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- على تنظيم الجامعة “المؤتمر الدولي لجهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية”؛ لتجلية جهود المملكة ودورها الريادي في نشر عقيدة أهل السنة والجماعة و ترسيخها وتأصيلها والدعوة إليها، إضافة إلى دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
كما تشرفت الجامعة بموافقة سامية كريمة على رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لهذا المؤتمر.
وتمثل تلك الرعاية الكريمة وسام شرف لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومنسوبيها كافة، وتجلي حرص قيادتنا الرشيدة على دعم مؤسسات التعليم ومناشطها العلمية والأكاديمية.
وأتوجه بالشكر الجزيل لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على ما يبذله من جهود لخدمة الدين والوطن وولاة الأمر، إضافة إلى دعمه المتواصل للجامعة، وتشجيعه الدائم لمنسوبيها ومناشطهم العلمية والأكاديمية للرقي بالجامعة وتعزيز دورها في بناء الوطن، ومن ذلك متابعته الدقيقة لسير أعمال المؤتمر الدولي جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وختاما أسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ولاة أمرنا على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آرائهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، ويكتب لهما أجر ما قدما لنشر الدين وصلاح الوطن وأهله. كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا وطننا، ويديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار والترابط تحت ظل قيادتنا الرشيدة.
د. محمد بن عبد الواحد المسعود
وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين
لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
وأستاذ الأدب المساعد في جامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المصدر