تصريح فضيلة الأمين العام للمؤتمر الدولي جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية

 عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، د. ناصر بن محمد الهويمل

​حرص ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية منذ عهد الملمك المؤسس -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- على تسخير ما تملكه المملكة من إمكانات مادية ومعنوية وبشرية في سبيل خدمة الإسلام وأهله ونشر المبادئ العقيدة الصحيحة المتمسكة بمنهج أهل السنة والجماعة، وقيمة الدين الحنيف المتسم بالوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف العنف والغلو.

وقد بذلت حكومتنا الرشيدة من الجهد غايته ومنتهاه لنشر الدين الصحيح، وتقرير العقيدة الإسلامية الصحيحة وترسيخها والدفاع عنها، والدعوة إليها، ومحاربة البدع والخرافات والضلالات التي تنشرها العديد من الفرق والجماعات الخارجة عن مبادئ الدين وقيمه؛ لخدمة أهداف مشبوهة تضر ولا تنفع؛ وذلك الجهد المبارك ظاهر جلي في رؤية المملكة العربية السعودية (2030م)؛ فقد أكدت الرؤية في محور (مجتمع حيوي: قيمه راسخة) على الافتخار بالإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وإدراك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، وإبرازها والتعريف بها، ونقلها إلى عبر الأجيال.

ومن جهود دولتنا المباركة في سبيل تحقيق ذلك، إنشاء المراكز المتخصصة، ونشر التعليم الشرعي المؤصل، وإقامة المؤتمرات والندوات المحلية والدولية لنشر منهج أهل السنة والجماعة. ومن الجهود المباركة– أيضا- الحرص على ترسيخ منهج أهل السنة والجماعة وتأصيله في المجتمع؛ فالفرد في هذه الدولة المباركة ينشأ على ذلك المنهج المؤصل الوسطي في البيت والمدرسة وفي التعاملات الاجتماعية العامة، ومع مرور الوقت يصبح راسخا في ذاته، ومؤثرا فيها، وموجها لسلوكياته كافة.

وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها بدور رئيس في جمع كلمة المسلمين والعرب، ولم شملهم، والتحذير من الفرقة والاختلاف والشقاق وأثر ذلك في تفتيت الأمة وضعفها على مر العصور. إضافة إلى تبني قضاياهم ودعمها ومساندتها والدفاع عنها، وبخاصة قضية فلسطين والمسجد الأقصى، فضلا عن مد جسور التواصل مع الشخصيات العربية والإسلامية المؤثرة لإطلاعهم على الصورة الحقيقة للملكة العربية السعودية، وما تبذله من جهود مباركة لخدمة الإسلام والأمتين الإسلامية والعربية.

وقد وازنت دولتنا المباركة في تلك الجهود بين التمسك بالثوابت والإفادة من آليات التطور العلمي والتقني والإلكتروني، وفي تأكيد ذلك يقول خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-“إن التطوير سمة لازمة للدولة منذ أيام المؤسس -رحمه الله- وسوف يستمر التحديث وفقا لما يشهده مجتمعنا من تقدم، وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع”؛ لذا واكب جهودها في دعم القضايا العربية والإسلامية محتوى علمي ورقمي دون ووثق تلك الجهود المباركة وفق ما وصل إليه العلم في العصر الحديث، وسارع إلى نشرها لتأكيد مكانة المملكة العربية السعودية، ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين

وترسيخ منهج أهل السنة والجماعة وتأصيله والدعوة إليه، ودعم القضايا الإسلامية والعربية، إضافة إلى الرد على الاتهامات الباطلة الظالمة، وكشف ما وراءها من حقد دفين، وبغض لهذا البلد المبارك وقادته وأهله.

وقد شرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصدور الموافقة السامية الكريمة على تنظيم الجامعة للمؤتمر الدولي: “جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية”؛ من أجل تسليط الضوء على جملة من الموضوعات المهمة تبرز الدور الريادي لهذه الدولة المباركة، وولاة أمرها عبر التاريخ، وما بذلوه من جهود في ذلك، وتلك الموضوعات، هي: ترسيخ منهج أهل السنة والجماعة، وتأصيله، والدعوة إليه، ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. إضافة إلى هذا المؤتمر الدولي سيسهم في دعم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في سعيها نحو الريادة في خدمة الوطن وولاة أمره، وإبراز جهودهم في مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، من خلال التواصل مع المختصين في محاور المؤتمر وموضوعاته في العالم أجمع.

وأتوجه نيابة عن منسوبي الجامعة بالشكر الجزيل الصادق لمعالي الوزير مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على جهوده المبذولة لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره، ودعمه المتواصل المتتابع للجامعة ومنسوبيها، ومساندته لمناشطها العلمية والأكاديمية التي تجعل من الجامعة لبنة مباركة في بناء الوطن ودعم أبنائه وبناته، والرقي بهم، وإبراز أدوراهم لخدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، ومن ذلك حرصه ومتابعته لأدق تفاصيل العمل في المؤتمر الدولي جهود المملكة العربية السعودية في ترسيخ وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة والدعوة إليه ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

و ختاما أسأل الله سبحانه أن يديم على بلادنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والوحدة الترابط والتلاحم بين الراعي والرعية، وأن يحفظ علينا ولاة أمرنا على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله ورعاه-، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع– حفظه الله ورعاه-، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آرائهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، و وأن يحفظنا من كيد الأعداء والحاقدين والحاسدين.

مستشار معالي مدير الجامعة 

عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، 

د. ناصر بن محمد الهويمل

المصدر