نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صباح اليوم في مبنى المؤتمرات ندوة عن عملية إعادة الأمل التي تقوم عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، لمساندة ودعم الحكومة اليمينة والشعب اليمني الشقيق.
شارك في الندوة، كل من: وزير الإعلام في الجمهورية اليمنية د.معمر مطهر الارياني، ومعالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية أ.د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وسفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة د.شايع محسن الزنداني، ومعالي مدير مكتب رئيس الجمهورية اليمنية د.عمر مجلي
أشرف على الندوة معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي رحب بأصحاب المعالي والسعادة المشاركين في إلقاء محاور الندوة، وبالحاضرين من وكلاء الجامعة ومسؤوليها وطلابها.
وقدم للندوة سعادة المستشار الإعلامي المتحدث الرسمي بالجامعة الأستاذ أحمد الركبان، وبدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم عن معاناة الشعب اليمني في ظل احتلال المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً التي انقلبت على الشرعية وروعت الشعب اليمني الآمن، فقتلت وشردت وكانت سبباً مباشراً في انتشار الأوبئة والأمراض والفقر، كما انتهكت براءة الأطفال، فجندتهم تحت شعارات زائفة تدعي نصرة الإسلام فيما هي تحارب أهله وحرماته.
استعرض بعد ذلك معالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية أ.د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وما وجها به منذ انطلاق عاصفة الأمل من قرارات وتوجيهات لدعم الحكومة الشرعية، ولإغاثة ومساعدة الشعب اليمني الذي تضرر جراء أفعال المليشيات الإيرانية المعتدية على سيادة وأمن الشعب اليمني.
وقال د.الربيعة إن حكومة خادم الحرمين الشريفين أنشأت مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمجتمعات المتضررة من الأزمات في أرجاء العالم، في إطار التزام المملكة الأخلاقي بمعايير الإنسانية والحيادية وعدم التحيز والاستقلالية.
واستعرض د.الربيعة جهود المركز في الإغاثة الإنسانية في دول العالم والمنطقة وخاصة في اليمن، وما يبذل في هذا السبيل من إيصال المساعدات للمحتاجين في المناطق المتضررة من الجرائم الحوثية، التي تفرض حصاراً على بعض المناطق. فقد شملت مساعدات المملكة أكثر من 38 دولة عبر العالم، بقيمة جاوزت المليار دولار ذهب معظمها لمساعدة الأطفال بواقع 120 مشروعاً، و110 مشاريع للنساء. واستضافت من الأشقاء اليمنيين (561911) ومن السوريين (262.573) ومن ميانمار (249.669)، وهو ما يعادل 5.26% من سكان المملكة. وقدمت المملكة أكثر من 11 مليار دولار لمساعدة الأشقاء في اليمن، كما نفذت 193مشروعاً في مختلف المناطق اليمنية، وأسهمت في تقديم مختلف الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والإغاثية، ومن ذلك، ما قدم للأطفال وللنساء.
من جانبه شدد وزير الإعلام في الجمهورية اليمنية د.معمر مطهر الارياني على ضرورة تضافر الجهود للتصدي للمليشيات الحوثية المدعومة من الحكومة الإيرانية، التي تستهدف أمن اليمن والمنطقة العربية بأسرها.
وقال الارياني: إن خصمنا نحن العرب هي إيران التي تسعى لإعادة الامبراطورية الفارسية، فتحاول جاهدةً تشويه الدين الإسلامي الحنيف وتفريق الأمتين العربية والإسلامية، وفرض ثقافة بديلة من خلال دعم المليشيات الإرهابية في البلاد العربية بالمال والسلاح، لقتل كل من يرفض المساس بهويته ودينه وعروبته، وأبرز مثال على ذلك ما يحدث في اليمن.
وأضاف الارياني: لقد دعمت إيران إنشاء مليشيات مسلحة تابعة لها وهي التي تعرف بالمليشيات الحوثية الإيرانية، التي خاضت ست حروب على مدى جاوز العشر سنوات، فكانت بداية هذا السرطان الحوثي من قرية صغيرة في محافظة صعدة، لتنتشر بشرورها ودمارها إلى بقية مناطق اليمن تحت شعارات زائفة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام) وهم في الواقع بعيدون كل البعد عن نصرة الإسلام، بل عملوا على تشويهه، ففجروا المساجد ورقصوا فيها، عدا عن قتل الأبرياء واقتحام المدن الواحدة تلو الأخرى، والانقلاب على الدولة والقيادة الشرعية مما أدى إلى إخراج فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة، فكان التدخل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي لبى نداء العروبة والأخوة والدين، فكانت عاصفة الحزم في مارس 2015م، التي هدفت إلى استعادة الشرعية وقطع أيادي الفرس من اليمن واسقاط الانقلاب المدعوم ايرانياً.
مؤكداً أن المملكة العربية السعودية دأبت على انتهاج سياسة متوازنة تهدف إلى إعادة الوعي العربي والانتصار في معركة الإعلام، وفي الجانب الآخر تواصل جهودها العسكرية الداعمة للشرعية لاستعادة كامل السيادة على الأراضي اليمنية في ظل التحالف العربي الداعم للشرعية.
وثمن الارياني جهود المملكة الرامية لدعم الشعب اليمني في الجانب الإنساني والإغاثي كذلك دعم الإعلام اليمني لإظهار زيف المليشيات الحوثية ومساعيها الباطلة، فالإعلام اليمني يسعى لكشف وتعرية المليشيات أمام العالم اجمع برغم من الآلة الإعلامية الضخمة التي تمتلكها إيران واذرعها في مختلف بقاع العالم، والتي تجذرت واصبح عمرها يتجاوز العشرات من السنين، كما يحرص القائمون على الإعلام اليمني على توضيح الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وأكد الارياني في هذا السياق أنه لولا إعادة الأمل التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية وصولاً إلى اطلاق أكبر عملية انسانية شاملة، لكان الوضع في اليمن كارثياً في ظل حكم المليشيات الحوثية الإيرانية، التي تستنزف المال العام وترهق كاهل اليمنيين، بل تفرض إتاوات مالية، إضافة لممارستها للبطش والسلب والنهب.
وفي ختام كلمته أشاد الدكتور الارياني بتنظيم جامعة الإمام للندوة، شاكراً لمعالي مديرها جهوده المثمرة وحسن استقباله.
بدوره أشاد سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة الدكتور شايع محسن الزنداني على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، فالروابط روابط أخوة ودم وعروبة إضافة لرابط الدين الإسلامي الحنيف، مضيفاً أن لنا على الأشقاء ولهم علينا حق الأخوة والجوار والتضامن عند الملمات، ونحن ندرك أن المملكة العربية السعودية بسياساتها الخارجية ليست دولة معتدية بل هي مثال وعنوان للخير والسلام، فسياسة المملكة اتصفت على مدى العقود الماضية بالاتزان والحكمة، ولم تتعامل يوماً بردود الأفعال.
مضيفاً أن ما حدث في اليمن شيء استثنائي بكل المقاييس، فالتهديد الحوثي يطال اليمن والمملكة معاً، وهذا التهديد يندرج ضمن مخطط فارسي توسعي، الأمر الذي يهدد وجودنا وأمننا واستقرارنا بشكل عام.
من جانبه ثمن الدكتور عمر مجلي مدير مكتب رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على ما بذلوه ويبذلونه في سبيل خدمة الشعب اليمني، والوقوف معه ونصرته في قضيته العادلة.
وقال د.مجلي أن القضية اليمنية لم تبدأ مع عاصفة الحزم، فاليمن عانت منذ 2004م من مليشيا الحوثي الذين حمل أفرادها السلاح وتمردوا على الدولة وانتهكوا حقوق الانسان وتجاوزا كل القوانين والمبادئ الإنسانية والدينية، فكانت الصراعات في اليمن ابتداءً من محافظة صعدة مروراً ببقية المحافظات. فقد استغلت المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران الظروف السياسية حتى بدأت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لليمن.
وبين د.مجلي أن الحركة الحوثية بدأت من منطقة مران من خلال تعبئة فكرية لاتباعها ودربتهم في إيران وسوريا ولبنان، ثم قامت بطرد المسؤولين في المديرية في ذلك الوقت وسعت لنشر الشعارات الزائفة.
من جانبه أشار معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، إلى مواقف خادم الحرمين الشريفين وجهوده وسمو ولي عهده الأمين عندما هبوا لنصرة الأشقاء في جمهورية اليمن المعطاء، يمن الخير والسعادة وذلك عبر عملتين كبيرتين، كانتا ذات أثر بليغ في ردع الانقلابين ودحر كل طامع وحاقد عبر مليشيات تدعم من أعداء الدين، والملة عبر دولة صفوية فارسية، تسعى للقضاء على أهل السنة، والجماعة وإفساد الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار في الأوطان العربية والمسلمة، ألا وهما عملية عاصفة الحزم التي جاءت حاسمة عازمة جازمة قوية، غيرت معطيتها مفاهيم أولئك، فأدركوا أنه لا مقام لانحرافاتهم، وبالتالي كف الله شرهم وضرهم، وعقب ذلك كانت عملية انسانية خيرة، نرى أثرها وأهدافها تتحقق على أرض الواقع ألا وهي عملية إعادة الأمل لشعب اليمن الشقيق.
ورحب معالي مدير الجامعة بالضيوف المشاركين في الندوة من أصحاب المعالي والسعادة من المملكة واليمن الشقيق، مضيفاً: إن هذه الندوة التي تعقد في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، تأتي استجابة للتوجيهات السامية الكريمة بالتفاعل مع هاتين العمليتين وإبراز المحاسن والمآثر والمفاخر التي قدمتها حكومة المملكة، والشعب السعودي الكريم للأشقاء في اليمن الذين يتعرضون للإرهاب الحوثي المدعوم من إيران.
وقال: إنه لقاء مبارك واجتماع ايجابي مثمر وتظاهرة أخوية إيمانية عربية إسلامية تنبثق من بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وهي المعينة لقضاياهم والناصرة لكل عربي ومسلم وانسان خير في مشارق الأرض ومغاربها.
وأضاف: شرفنا بإقامة هذه الندوة في رحاب جامعة الإمام، وهي الجامعة العريقة والمؤسسة العملاقة، التي جمعت بين علوم السيادة والريادة، وما أضيف إليها من العلوم الأصيلة المعاصرة التي تخدم الدين والوطن والتي تحقق تطلعات ولاة الأمر، وتسهم في إظهار واشهار كل عمل جليل وجهد عظيم تقوم به الدولة السنية، السنية، السلفية، وبتوجيهات سديدة وآراء حكيمة وبصيرة نافذة، وابوة حانية، وعاطفة جياشة، وعمل صادق وطني مخلص، يقوده ويسوسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويسانده ويعاضده ويشد من أزره سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، واللذان دائماً وأبدا ما يفتحان أبوابهما وقلوبهما لكل ما يرأب الصدع ويجمع الكلمة ويلم الشمل في المجتمع العربي والإسلامي والدولي، يدل على ذلك الحقائق والوثائق وتشهد عليه الأرقام والأدلة السواطع والبراهين القواطع وذلك من خلال ماتقوم به هذه الدولة من عمل يبني ولا يهدم يعطي ولا يحرم يفي ولا يغدر في زمن المتغيرات وعصر الفتن والأيدولوجيات والأجندات المتطرفة الإرهابية الغالية، الكارهة، والحاقدة البائسة اليائسة التي اتخذت من الشرور والفساد طريقاً إلى الفتن لشق عصا اجتماع الامة من خلال محاولات يائسة لإيجاد الخلاف والاختلاف والشقاق والنزاع بين أبناء المجتمع الواحد، ولهذا دلالاته الظاهرة وشواهده البينة التي نعايشها شمالاً وجنوبا شرقاً وغربا بل وفي كل مكان، إنها مطامع سياسية وأهداف بغيضة يقصد منها النيل من وحدة الأمة العربية والإسلامية، كما يقصد منها إبعاد أبناء الأوطان عن حكامهم وولاة أمرهم ومسيرتهم الحسنة.
شهدت الندوة حضوراً كثيفاً من منسوبي الجامعة وطلابها وممثلي وسائل الإعلام، وتخللها بعض المداخلات حول جهود المملكة في دعم الأشقاء في اليمن.