إقامة مؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب دليل اهتمام هذه البلاد بالشباب وحمايتهم من الأفكار الهدامة

الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثير.

منذ نشأة دولتنا المباركة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-، وهي تمثل بكل فخر موطن التوحيد الخالص، وقيم الدين الحنيف القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح، ونبذ الاختلاف والفرقة، والتطرف والغلو، ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله.

وقد حرصت المملكة العربية السعودية على مر تاريخها على نشر العلم الشرعي المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم –صلى الله عليه وسلم-، ووفق فهم السلف الصالح، وما يتضمنه ذلك الدين الحنيف من المبادئ والقيم التي تحث على التعايش السلمي بين الشعوب؛ وتدعو إلى الحوار، والدعوة إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، مع تعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ مبادئ اللحمة الوطنية، لبناء الأوطان والمجتمعات وتحقيق عمارة الأرض، مع الحرص على نبذ الأفكار الهدامة والتوجهات المنحرفة والأحزاب الضالة، وبيان مفاسدها وأضرارها على الدين والوطن.

والمتتبع لتلك الجهود المباركة يجدها متعددة ومتنوعة، ومنها: رعاية الحراك العلمي والبحثي، وتسخير إمكانات الدولة المادية والبشرية والمعنوية لإنجاحه وتحقيق غاياته، ولم يتوانَ ولاة أمرنا منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- عن ذلك؛ لإيمانهم بدورهم الريادي في نشر الإسلام وخدمة المسلمين، وتعزيز الصورة الإيجابية عن الإسلام وما يتضمنه من قيم إنسانية تصلح لكل زمان ومكان. وفي عهد تضاعفت الجهود، وتراكمت مؤكدة حرصه -أيده الله- على خدمة الإسلام والمسلمين، وبيان الصورة الحقيقية للإسلام.

وقد شرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- مؤتمر (واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف)؛ الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ويهدف المؤتمر إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في توعية الشباب السعودي وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والأحزاب والجماعات، وتعريفهم بواجبهم الشرعي نحو وطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، وتوعيتهم بأخطار التحزب والتكفير والإلحاد والخروج على ولاة الأمر، إضافة إلى بيان دور الجامعات السعودية في توعية شباب الوطن وحمايتهم من الجماعات والأحزاب والانحرافات الفكرية، فضلا عن نشر الوعي في المجتمع السعودي وحمايته من الجماعات والأحزاب المنحرفة والأفكار الضالة، مع إبراز جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في ذلك.

وختاما أرفع خالص الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، أن يجزيه الله خير الجزاء لما قدم ويقدم لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر تعاليم الدين الحنيف، وتصحيح التصورات الخاطئة، ونبذ أسباب التفرق وشق الصفوف، والدعوة إلى التوحد، والتمسك بأسباب التطور والازدهار للعالمين العربي والإسلامي.

كما يشرفني -وأنا أحد أبناء هذه الجامعة- أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -رعاه الله- بالغ الشكر و صادق الامتنان لتلك الرعاية الكريمة، التي تجلي ثقته بالجامعة ودورها في تحقيق تطلعات ولاة الأمر وتوجيهاتهم.

وختاما أسأل الله تعالى أن يجزي بخير الجزاء وأجزله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.

كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا ولاة أمرنا ووطننا من كل شر ومكروه، وأن يديم علينا نعم الاستقرار والترابط والأمن والأمان تحت ظل قيادتنا الحكيمة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الدكتور ناصر بن محمد الهويمل

المصدر