
طلاب الدراسات العليا بقسم اللغة العربية في كلية الآداب
ينظمون فعاليات متعددة في يوم اللغة العربية العالمي
إعداد: د. أسامة عطية عثمان- د. مصطفى حسنين
جاءت فعاليات جامعة الملك فيصل ممثلة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالشراكة مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وقد أقامها طلاب الدراسات العليا بالقسم.
وكانت أولى الفعاليات أصبوحة شعرية أقيمت صباح الثلاثاء 21/3/1438هـ في قاعة الواحة، وحضرها عدد كبير من منسوبي كلية الآداب، وعلى رأسهم أصحاب السعادة عميد الكلية الأستاذ الدكتور ظافر الشهري، والوكلاء الدكتور علي الشهري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي والدكتور عبد العزيز التركي وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية، والدكتور صلاح السميح وكيل الكلية لخدمة المجتمع، ورؤساء الأقسام، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وجمهور كبير من الطلاب اكتظت بهم القاعة، وشارك فيها الشاعران عبد الله الخضير، وعبد الله الملا وأدارها محمد الشمري وهم من طلاب الدكتوراه في قسم اللغة العربية تخصص الأدب والنقد، وقد تألقا في عرض عدد من قصائدهم تنوعت موضوعاتها وكشفت عن امتلاكهما لموهبة حقيقية في الإبداع الشعري مما مكن كل منهما من حصد الكثير من الجوائز ، كما لاقت قصائدهما استحسان جميع الحاضرين.
وجاءت الندوة العلمية حول اللغة العربية والإعلام، حيث شارك فيها الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي، والدكتور نضال الشمالي، وأدارها الدكتور أسامة عطية، وبعد التعريف بالمحاضرين قدم الدكتور البدوي (صورة اللغة العربية في الإعلام)، واستهل محاضرته بأبيات من قصيدة عنوانها: الصحافة قلب الأمة النابض، ثم تابع قائلا:
اللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال.
واللغة من الأمة أساس وحدتها، ومرآة حضارتها، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها.
وأورد بعض الأقوال لبعض العلماء الأجانب في أهمية اللغة العربية.
يقول الفرنسي إرنست رينان: ((اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة.))
ويقول الألماني فريتاغ: ((اللغة العربية أغنى لغات العالم)).
فلزاما علينا أن نعترف بأن ضعف أمتنا في لغتها صار مشكلة، تتجلى مظاهرها على كل لسان إلا من رحم الله، ركاكة أسلوب، وتحريف صيغ، واستعمال كلمات في غير مواضعها أو بغير معانيها، ناهيك عن اللحن الإعرابي الذي لا يكاد يسلم منه لسان الخاصة.
من هنا وجب علينا جميعاً مؤسسات وأفراد، مدارس وجامعات أن نسهم كل بما يستطيع من أجل التمكين للفصحى ونشرها، وتنشئة أبنائنا عليها حتى تستقيم عليها الألسن لنعيدها إلى سابق مجدها
وجاءت محاضرة الدكتور نضال الشمالي بعنوان: أثر وسائل الإعلام في تحقيق النماء اللغوي قال فيها: اللغة كائن يحيا بالاستعمال ولا يمكن أن تنمو بمعزل عن المجتمع، فالشعوب الحيّة الحريصة تهتم بتراثها وهويتها ولغتها، وإذا فضّلت لغة على لغة أصبحت تابعة لها. لم تعرف العربية عبر تاريخها الطويل ما تعرفه اليوم من سرعة في النمو واندفاع في التطور بفضل الإعلام، لكن المعضلة تتجلى في تفوق الإعلام على اللغة وهيمنته عليها فتخضع له وتلين لإرادته، وما يزيد من هذا التفوق وضع الأمة الذي لا يمكن اللغة من الازدهار والتقدم. ولكن تبقى علاقة الإعلام باللغة علاقة تلازم.
وقد استحدث الإعلام لمواكبة التسارع لغة وسيطة ثالثة توافقية قابلة للتداول واحتمال التسارع وبات اقصى ما يطلب إلى الإعلام هو احترام قواعد اللغة والمعايير المنظمة لها.
ونتيجة لذلك تولد مظهران: الأول تمثل في لغة إعلامية واسعة الانتشار. والثاني شيوع الخطأ واللحن وتداولهما على أوسع نطاق. فأصبحت اللغة الهجينة أصلا والفصحى الأصيلة استثناء.
وتقرّ الدراسة بأحقية وسائل الإعلام في تبسيط الفصحى لإكسابها مرونة في التداول إلا أن المعضلة تكمن في تداولها خارج ميادين الإعلام واتخاذها لغة للفكر والحضارة والتأدب.
إن البداية السليمة للارتقاء بلغة الإعلام تبدأ من برامج الأطفال؛ لأن ملكة اللغة تنضج خلال الطفولة ثم تكوّن قاعدة تقوم عليها اللغة في المراحل التالية.
وما سبق يؤكد أن للإعلام دورا محتملا في الارتقاء باللغة من خلال انتشاره وقدرته على التنمية اللغوية والاستجابة لمتطلبات التخطيط اللغوي، وعلى اللغة الإعلامية حتى تحقق فكرة النماء اللغوي أن تلتزم بقواعد العربية وأبنيتها وتراكيبها، وأن تفي بحاجات المجتمع، وأن تحافظ على مسافة معقولة بين لغة الخطاب اليومي ولغة الأدب والفكر الراقية. مع الأخذ بقانون العولمة الذي لا يرحم اللغة الضعيفة ولكنه يتيح في المقابل فرصا كثيرة لمن يرغب أن يطور لغته.
وتعددت المداخلات، ومن أبرزها مداخلة الأستاذ الدكتور عامر الحلواني، والأستاذ الدكتور شهير أحمد دكروري، وسعادة الدكتور فهد الخريف رئيس قسم الدراسات الاجتماعية، وسعادة رئيس قسم اللغة العربية الدكتور عبدالله سعد بن فارس الحقباني، الذي أثنى على ما جاء في تلك الفعاليات، وكذلك على جهود طلاب الدراسات العليا بالقسم، وأضاف أن فعاليات متعددة قادمة يقوم بها طلاب القسم بإشراف اللجنة الثقافية، وبعد ذلك تحدث سعادة الدكتور علي الشهري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي، مثنيا على ما تناوله الباحثان من زوايا تكشف امتلاكهما لأدوات البحث العلمي، حيث أفاد الحاضرون مما طرح المحاضران بوعي وعمق، وقد كان في تعدد تلك المداخلات وتنوع المناقشات حولها، ما يؤكد مدى الثراء الذي حظيت به تلك الفعالية.
المصدر