أدبيات التواصل الاجتماعي تتألق في نادي الأحساء الأدبي

 
 
في إطار الشراكة مع جامعة الملك فيصل
أدبيات التواصل الاجتماعي تتألق في نادي الأحساء الأدبي
إعداد: د. أسامة عطية عثمان- د. مصطفى حسنين
في إطار الشراكة بين جامعة الملك فيصل ونادي الأحساء الأدبي أقام النادي محاضرة إعلامية أدبية بعنوان:” وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في تنمية الحس الأدبي» قدمها الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي أستاذ البلاغة والنقد الأدبي في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل، وذلك مساء يوم الأربعاء ذ5-3-1438هـ بديوانية المثقفين بمقر النادي الجديد.
واستهل اللقاء الدكتور أسامة عطية عثمان الأستاذ المشارك بكلية الآداب في جامعة الملك فيصل باستعراض السيرة الذاتية للمحاضر وأهم محاور المحاضرة.
وأشار سعادته إلى أنه تتعدد الأنشطة الثقافية في هذا الصرح الثقافي الشامخ بين إبداع شعري، وقصصي، ونقدي، وعرض لتجارب حياتية فيها الكثير من الوقفات، وغير ذلك، وإذا كان هذا التنوع يؤكد اتساع رؤية الإدارة الواعية لهذا النادي برئاسة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري عميد كلية الآداب من زاوية، فإنه يبرز من زاوية أخرى ما يمتاز به أهل تلك الواحة من عطاء إبداعي وثقافي متنوع.
وأضاف سعادته: إن منصة هذا النادي لم تقتصر على مبدعي الأحساء رغم تميزهم المرتبط بطبيعة خلابة وهبها الله –جلت قدرته- لأناس يستحقون .. فطباعهم سامية وأخلاقهم تمتد في جذور أصالة عميقة إلا أنها انفتحت على كفاءات متعددة من ربوع المملكة، وكذلك من مختلف أقطار الوطن العربي.
وأوضح سعادته أن اللقاء جاء ليحمل دلالات شتى من حيث الفارس والموضوع، ففارسه أستاذ جامعي متخصص في البلاغة والنقد الأدبي، يمتلك رصيدا ضخما في سيرة ذاتية يتطلب سردها كثيراً من الوقت، لهذا نراه يحظى بمكانة مرموقة في اللجان العلمية فهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو لجنة إدارة الأزمات ورئيس رابطة أدباء الحرية فضلا عن كونه المشرف العام على وحدة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي ومدير وحدة نظم المعلومات والشبكات وعضو لجنة تطوير نظام الانتساب ورئيس لجنة النشاط الثقافي، ولقد شغل ذلك في أماكن متعددة ما بين جامعة المنصورة بمصر وجامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة الملك فيصل بالأحساء، ومن ثم فقد تنوعت بحوثه على مدار تاريخ علمي مشرق ومن بحوثه المنشورة:
التحسين والتقبيح في مختارات الثعالبي – دراسة بلاغية نقدية، وبلاغة الخطاب في حوار النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الأعراب، والصور البيانية في الأمثال النبوية – دراسة بلاغية تحليلية في كتب الصحاح، وأدب الكناية عن العلاقات الزوجية في القرآن الكريم، والكناية عن العلاقات الزوجية في السنة النبوية، ووسائل التأثير البلاغي في خطابة الحجاج.
أثر السياق في التوجيه البلاغي لتسميات العنق في البيان القرآني.
وقد كشف حديث المحاضر حول الأهمية التي توجب على كل منا أن يسأل نفسه كيف أتعامل مع تلك الوسائل التي اقتحمت حياتنا اقتحاما .. الجيل السابق استظل بحنو الأسرة ودفئها … والجيل الحالي محاط بالكثير ..أب وأم في ميدان عمل مستمر لتوفير لقمة العيش الكريمة ..أبناء يجدون أنفسهم أمام عالم منفتح سلبا أكثر منه إيجابا.
وقد طوَّف بنا سعادة الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي في وسائل التواصل الاجتماعي وكيف أنها تسهم في تنمية الحس الأدبي، فبين أن جوجل والفيس بوك وتويتر والواتساب والسناب شات والانستجرام وجميع مواقع التواصل الاجتماعي بحرٌ عميق ضاعت فيه كثير من أخلاق الرجال والنساء الا من رحم ربي..
‫‬‬‬‬‏وسقطت فيه العقول منهم الشباب والشابات ومنهم ذو الشيبة. ومنهم دون ذلك. ابتلعت أمواجه حياء العذارى، وهلك فيه خلقٌ كثير من الناس.
‫‬‬‬‬‏ووجه الشباب إلى عدم التوغل في تلك المواقع وأن يكون كالنحلة، لا يقف إلا على الطيب من الصفحات لينفع بها نفسه أولاً ثم الآخرين.
وقد جاء طرحه واضحا جليا فأعطانا ما يريد في صورة إبداعية تأملية اختار نماذجها الكثيرة والمتنوعة بذكاء أثرت في الحضور، حيث بين بجلاء من خلال النماذج المتعددة كيف أثرت تلك المواقع في تنمية الحس الأدبي عن طريق روائع الشعر العربي، والصورة المترجمة شعراً وما أروعها، وكذلك عن طريق الصورة الرمز، والقصة، والخبر، والطرف الأدبية والألغاز والأمثال العربية والعالمية، وروائع الحكم والوصايا، والمواعظ، و توظيف المعاني اللغوية في تعميق المعاني الإنسانية، والإفادة من طاقات اللغة العربية وجمالها في تعميق الحس الأدبي، إلى غير ذلك.
وقد عقب على المحاضرة سعادة الدكتور خالد الجريان (نائب رئيس مجلس إدارة النادي)، فأثنى خيراً على المحاضر والمحاضرة حيث ثراء موضوعها، وسلاسة العرض وعمق استنباطاته.
ولهذا الثراء والتنوع في المحاضرة تعددت المداخلات، ومنها: مداخلة الشاعرة تهاني الصبيح (عضو مجلس إدارة النادي)، التي أشادت بالمحاضرة وتنوع محاورها، وثراء نماذجها التي هيجت مشاعر الحضور.
ثم كانت مداخلة الباحث القاص محمد البشير الذي تساءل عن كيف يرى أثر القالب على صناعة المنتج الأدبي من خلال وسائل المنتج الأدبي؟، كما جاءت مداخلة الدكتورة أحلام الوصيفر عضو هيئة التدريس بكلية الآداب لتعكس إشادتها بالمحاضرة وما اشتملت عليه، مشيرة إلى أنه ينبغي على من يكتب في تلك المواقع أن يراقب الله في اختياراته، وأن يسيطر عليها حسن الخلق.
وتساءل الدكتور أيمن فرج عضو هيئة التدريس بكلية الآداب هل يمكن أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه ظاهرة مواقع التواصل من حياتنا؟، وانتقدت الأستاذة فاطمة العرجان استخدام بعض مواقع التواصل المآسي الإنسانية صوراً ملهمة، وتساءل الأستاذ الدكتور شهير دكروري عضو هيئة التدريس بكلية الآداب لماذا لا ينزل الشعراء الكبار إلى ساحات الحوار والمنتديات الأدبية ليستفيد الناشئة من تجاربهم.
ثم جاءت مداخلة الأستاذة نسيبة القاسم مشيرة إلى حاجة المجتمع إلى التربية التواصلية، وكان ختام المداخلات للشاعر عبد الله الخضير متمنياً أن تقام دراسات حول إبداعات الناشئة.
وقد أجاب سعادة الدكتور المحاضر عن جميع التساؤلات مما يؤكد امتلاكه لأدوات عرضه القيم.
وقام بعد ذلك نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان بتكريم سعادة الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي، ثم التقطت الصور التذكارية.

المصدر